مفارقات عجيبة في سلوك البحث عن الاستحسان

مفارقات عجيبة في سلوك البحث عن الاستحسان

الحصول على استحسان كل شخص !
دعنا نسبح في الخيال للحظة. تصور أنك أردت أن تحظى باستحسان كل شخص, وكان ذلك ممكناً. وافترض أن ذلك كان هدفاً سامياً تسعى إليه. وبوضعك لكل هذا في الحسبان فما هي أفضل وأنجح طريقة لبلوغ غايتك؟ قبل أن تجيب فكر أولاً في إنسان في حياتك قد حظي بأعلى قدر من استحسان الآخرين. ما مواصفاته؟ وكيف يتصرف؟ ما السبب في انجذاب الآخرين إليه؟ هناك احتمال لأن يكون الشخص الذي تفكر فيه صادقاً ونزيهاً وصريحاً ومنصفاً ومستقلاً برأيه عن آراء الآخرين ومحققاً لذاته, وربما ليس لديه من الوقت ما يضيعه بحثاً عن استحسان الآخرين.
إن هذا هو الشخص الذي لديه القدرة على أن يقول الحقيقة, ويعبر عن رأيه مهما كانت العواقب. وربما يرى هذا الشخص أن اللباقة والدبلوماسية أقل أهمية من الأمانة والصراحة. وهو ليس مؤذياً, ولكنه إنسان ليس لديه من الوقت الكثير لمراءة الآخرين بحديثه المعسول, وبحرصه الشديد على تزيين الكلام بصيغة لا تجرح مشاعر الآخرين.
أليس هذا مثيراً للتهكم! يبدو أن الأشخاص الذين قد حظوا بأكبر قدر من الاستحسان في الحياة لم يسعوا أبداً وراءه, ولم يرغبوا فيه, ولم ينشغلوا بتحقيقه لنفسهم.

قصة خرافية !
إليك هذه القصة الخرافية, والتي تنطبق على هذا الموقف, حيث السعادة تتحقق لنا إن لم نلهث وراء استحسان الآخرين.
شاهَدتَ قطة كبيرة قطاً صغيراً وهو يحاول الإمساك بذيله فسألته "لماذا تطارد ذيلك بهذه الطريقة؟", فقال القط الصغير: "لقد عرفت أن أفضل ما يحظى به أي قط هو السعادة, وأن تلك السعادة في ذيلي ولذلك فأنني أحاول الإمساك به. وحينما أتمكن من ذلك, فستتحقق سعادتي". قالت له القطة الكبيرة: " يابني, لقد تأملتُ مشكلات هذا الكون, ولقد ظننت أن سر سعادتي في ذيلي. ولكنني لاحظت أنني كلما حاولت الإمساك به أخفقت في ذلك, ولكن حينما حلمت نفسي على الجادة, وشرعت في عملي وجدته من ورائي يتعقبني حيثما توجهت".

أفضل طريقة للحصول على استحسان الآخرين !!
لذلك فإنك كنت تريد أن تحظى باستحسان الآخرين فإنه من الطريف أن تعلم أن أفضل طريقة لتحقيق ذلك هو ألا تريد ذلك, وأن تتجنب السعي وراءه, وألا تطلبه من أحد. ومن خلال احتكاكك مع نفسك, واتصالك بها, واستخدام الصورة الإيجابية لذاتك كمرجعية تعود إليها دوماً فإن قدراً كبيراً من الاستحسان سوف يتحقق لك.
وبالطبع فإنك لن تحظى أبداً باستحسان كل إنسان لكل شيء تقوم به, ولكن حينما تعتد بذاتك, وتشعر بقيمتها فلن تشعر بالإحباط أبداً إن لم تحظ باستحسان الآخرين. وسوف تنظر إلى الاستهجان من منظور جديد ترى من خلاله أن الاستهجان هو نتيجة طبيعية للحياة على هذا الكوكب الذي تتباين عليه رؤى الناس وإدراكاتهم.